تصحيحا لمقالات نشرت مؤخرا : “حمض الفوليك” لا يهدد صحة الجنين
تداولت العديد من المواقع الإخبارية مؤخرا خبرا مفاده أن نتائج دراسة أسترالية ، نشرت في 23 دجنبر المنصرم ، كشفت أن تناول حمض الفوليك ، أو فيتامين بي9، في الثلاثة الأشهر الأخيرة من الحمل قد يزيد من خطر إصابة الأطفال الذين يعانون من تأخر النمو داخل الرحم بالحساسية بعد الولادة.
والواقع أن الدراسة التي أشرف عليها باحثون بجامعة أديلاييد الأسترالية تستهدف الحملان (صغار الخروف) و أجريت الأبحاث على أجنة هذه الحيوانات وبالتالي فلا يمكن إسقاط نتائجها على الجنين البشري.
ومن المؤكد أن دور حمض الفوليك في الانقسام الطبيعيّ للخلايا يجعل منه ذا أهميّة، خاصةً في تكوّن الجنين، وقد وجدت الدّراسات أنّ تناول حبوب حمض الفوليك في فترة شهر ما قبل التّخصيب، وفي الثّلاثة أشهر الأولى من الحمل يُقلّل من التّشوهات الخلقيّة في الجنين، وخاصّةً تشوّهات الأنبوب العصبيّ بنسبة 50 في المائة.
لدا ينصح جميع الأطباء النّساء في عمر الإنجاب، واللّواتي قد يحملن، بتناول ما لا يقل عن 400 ميكروجرام من حمض الفوليك يوميّاً، ويتمّ ذلك عبر تناول خمس حصص من الفواكه والخضار يوميّاً، ولكنّ العديد من النّساء لا يقمن بتناول كميّات كافية لتغطّي احتياجهن، وبالتالي فإنّ حصولهنّ على احتياجهن من هدا الفيتامين المعقد بواسطة المكملات الغذائيّة يعتبر حلاًّ جيّداً، خاصةً أنّ نسبة امتصاصه أعلى بالشّكل الاصطناعي، وللوقاية من نقصه تقوم العديد من الدّول بتدعيم طحين القمح المستعمل في الخبز به، بالإضافة إلى بعض العناصر المغذيّة الأخرى.
كما أن لحمض الفوليك دور هامّ في الوقاية من أمراض القلب والشّرايين، حيث إنّ نقص حمض الفوليك يُسبّب ارتفاعاً في الهوموسيستين في الدّم، والذي يزيد من حدّة تصلب الشّرايين، وأثره السّلبي على الشّرايين، ممّا يرفع من خطر الإصابة بأمراض القلب، والشّرايين، والسّكتة الدماغية إذ يسبب ارتفاع الهوموسيستين على زيادة فقدان المعادن من العظام، ممّا يرفع من خطر الكسور. كما يقي أيضا حمض الفوليك من بعض أنواع السّرطان بشكل واضح في الأشخاص الأكثر عرضةً للإصابة بالسّرطان، مثل الوقاية من سرطان البنكرياس للرّجال المُدخّنين، والوقاية من سرطان الثّدي للنّساء اللواتي يشربن الكحول.
وفي سياق متصل ، كشفت دراسة علمية حديثة أشرف عليها باحثون من جامعة نرويجية أن الأمهات اللاتي تتناولن أدوية الصرع أثناء الحمل أكثر عرضة لولادة طفل يعانى من التوحد، ويمكن التخفيف من مخاطر الصفات التوحدية عن طريق استخدام مكملات حمض الفوليك.
ووفقاً للموقع الطبى الأمريكى “MedicalXpress” حلل الباحثون بقيادة الدكتور “مارتى بجورك”، من جامعة بيرجن فى النرويج، بيانات أكثر من 100 ألف أم لأطفال تتراوح أعمارهم بين 18 و36 شهراً مع توافر معلومات عن استخدام أدوية الصرع وحمض الفوليك.
ووجد الباحثون أن نسبة التوحد كانت أعلى بكثير لـ335 طفلا عندما كانت الأمهات لا تتناول المكملات الغذائية التى تحتوى على حمض الفوليك، مقارنة مع الأطفال من الأمهات اللاتي استخدمن المكملات الغذائية.