Menu

الميلاتونين، ليس الدواء المعجزة كما يروج له

منذ عدة سنوات، يقدم الميلاتونين كعلاج لعدة أمراض : التخفيف من الأرق، تقليص الاضطرابات الناتجة عن فارق التوقيت حين السفر، تفادي الكآبة…لكن العلماء لا يبدون نفس الحماسة لهذا الدواء على غرار العموم.

دواء ضد الأرق؟
“تستطيع الميلاتونين أن تعالج بشكل فعال الأرق الناتج عن اضطراب تزامن الساعة البيولوجية، أي الأشخاص الذين لهم ميول للنوم في وقت متأخر بالنسبة للوقت “العادي”. لكن، من المهم أن نسجل أن فعالية الضوء أعلى من فعالية الميلاتونين. فهذا الدواء لن تكون تأثيرات إيجابية إلا بالنسبة للمرضى الذين لهم عادات صحية فيما يتعلق بالنوم والضوء”، يحذر كلود غرونفيي.
“عدا ذلك يجب أن يأخذ الدواء حسب القواعد”، يحذر ميكائيل بروس أي “0,5 أو 1 ميليغرام وليس أكثر ! و90 دقيقة قبل الذهاب للنوم”.
من جهة أخرى، كلما تقدم بنا العمر يضعف إنتاج الميلاتونين “لذلك تناوله بعد سن ال60 قد يساعد” يضيف السيد بروس. لكن وجب التنبيه : الجزيئة ليس لها أي تأثير على الأرق الناتج عن القلق”.

ضد الاضطرابات الناتجة عن فارق التوقيت حين السفر؟
فارق توقيت أكبر من ثلاث ساعات يؤدي لاضطرابات ناتجة عن اختلال تزامن الساعة البيولوجية. مما يحفز على تناول الميلاتونين لاستعادة التوازن. لكن، تبقى الدراسات بعيدة عن الإجماع فيما يخص فعاليتها. بعض هذه الدراسات لا ينسب تأثرات أكثر من تلك التي تنسب للأدوية المموهة.
في جميع الأحوال، لا يبرر تناول الميلاتونين إلا في حال السفر في اتجاه غرب-شرق (رجوع من أمريكا أو ذهاب نحو آسيا)، لمساعدة المسافر على تقديم وقت استيقاظه وعلى النوم في المساء في حين أن ساعته البيولوجية لا زالت تشير للظهيرة.

لكي تتزامن الساعة البيولوجية لدى غير المبصرين؟
يشتكي غالبية الأشخاص غير المبصرين من اضطرابات في النوم. بما أنهم لا يلتقطون الضوء، لا تتزامن ساعتهم البيولوجية ويبقى إيقاعها حرا. يفلت من اختلال التزامن هذا فقط العميان الذين لا زالت خلاياهم العقدية التي تحتوي على صبغة الميلانوبسين، المرتبطة بالساعة البيولوجية، تعمل.
وفقا لغرونفيي، “الميلاتونين هي العلاج الأكثر فعالية لاضطرابات النوم لدى غير المبصرين لمساعدتهم على استعادة إيقاع يتوافق مع أربع وعشرين ساعة”.

تعليقات